أيام قرطاج السينمائية : نص استقالة إبراهيم لطيّف
أعلن إبراهيم لطيف مدير الدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية منذ فترة استقالته من مهامه في المهرجان. فيما أعلنت وزارة الشؤون الثقافية في بلاغ الاثنين 14 نوفمبر 2016 أنها تضع حدا لتكليف إبراهيم لطيف مدير الدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية.
ودعته الهيئة المديرة إلى تقديم التقريرين المالي والأدبي للدورة المذكورة في أقرب الآجال إلى وزارة الإشراف.
وفي ما يلي نص الاستقالة
تونس في 14 نوفمبر 2016
السيد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين
تحية طيبة
الموضوع : استقالة
أود أن أعلن عن استقالتي من الإشراف على أيام قرطاج السينمائية، هذه الدورة التي مثلت منعرجا للمهرجان بفعل ما تركته من أثار إيجابية لدى عامة الشعب وما خلفته من انتقادات لدى من لم يقبل نجاح هذه التظاهرة وانتقادا بناء من قبل من أراد لها أن تتطور أكثر وتصبح هيكلا قارا ومستقلا ، وكل هذا في تقديري يضيف إلى المهرجان الذي نما وتطور وأصبح محرجا للبعض ومريحا للبعض الآخر من محبي المهرجان والمولعين بالسينما.
ونفيدكم في هذا المجال بأنني شكلت فريقا قارا عملنا معا منذ شهر مارس قبل تعيينكم على رأس الوزارة.. وقد اشتغلت بكل أريحية ووئام وتناغم ومسؤولية مع سلفكم السيدة القديرة لطيفة لخضر والفنانة الكبيرة سنية مبارك وذلك للإعداد للدورة الـ27 وخمسينية المهرجان.
وقد أنجزنا معا دورتين استثنائيتين ونواصل اليوم انجاز ما تبقى من هذه الدورة الأخيرة بالجهات تحقيقا للمحورية للبرامج الثقافية الريادية للبلاد، وقد عملت بضمير مهني وحرفية كبرى مغلّبا مصلحة المهرجان على كل مصالحي الشخصية فأمنت له مصادر تمويل متعددة اعتمادا على علاقاتي مع رجال الأعمال الشرفاء والمشرفين على مؤسسات كبرى بالبلاد وخارجها.
كما جاهدت لضمان الانتشار لهذه التظاهرة التي بلغت مستوى راق بفضل اقتحامها لفضاءات متنوعة وعديدة بالقاعات والسجون والجامعات والثكنات و16 جهة داخلية بالبلاد كما نفذنا برامج تخاطب عامة الناس (قاعة الهواء الطلق والتنشيط اليومي بشوارع تونس ) وتفاعلنا في نطاق ثقافة الجوار مع عديد الفئات والشرائح العمرية بعيدا عن الخطابات الشعبوية.
كما رفعنا من رقم معاملات أصحاب المحلات والفضاءات التجارية بالشوارع التي اقتحمناها والجهات التي نشطنا داخلها، إيمانا منا بالعلاقة المتينة بين الثقافة والسياحة.. وهو مفهوم تعمل المهرجانات العالمية على تحقيقه في برامجها بالدول الكبرى.
وحريّ بنا الإقرار بأن مفعول استقالتنا بدأ بعد انتهاء الدورة، لذلك سنواصل مهامنا إلى آخر يوم لإعداد تقاريرنا الأدبية والمالية الخاصة بالدورة كما سنسعى إلى دعم عمل الهيئة القادمة المشرفة على المهرجان وذلك إيمانا منا بالاستمرارية وبوجوب توفير أرشيف هام عن الدورتين اللتين أشرفت عليهما ومساندة لمن سيخلفنا في المهمة.
كما سنعمل في إطار الشفافية والموضوعية على التحري في كل نقد وجه لنا وفي كل تهمة وجهت إلينا لكن نعدّ أنفسنا للمحاسبة رغم عدم مباشرتنا للمسائل.
عاشت الأيام فضاء للأحلام والحداثة لا مرتعا للأوهام ولا مطيّة للفاشلين من الأنام.
والسلام
مدير أيام قرطاج السينمائية المستقيل
إبراهيم لطيف